صفحة:الأجنحة المتكسرة (1912) - جبران خليل جبران.pdf/150

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
-١٤٤-

بينهم، وهم لا يعرفونني ولا يدرون ما بي.

بلغوا المقبرة فانتصب المطران بولس غالب يرتل ويعزم، ووقف الكهّان حوله ينغّمون ويسبحون، وعلى وجوههم الكالحة نقاب من الخلو والغفول.

ولما أنزلوا التابوت إلى أعماق الحفرة همس أحد الواقفين قائلًا:(هذه أول مرة رأيت فيها جسدين يضمهما تابوت واحد)

وقال آخر: (كأن طفلها قد جاء ليأخذها وينقذها من مظالم زوجها وقساوته)

وقال آخر:( تأملوا بوجه منصور بك فهو ينظر إلى الفضاء بعينين زجاجيتين كأنه لم يفقد زوجته وطفله في يوم واحد)

وقال آخر: (غدًا يزوجه عمه المطران ثانية من امرأة أخرى أوفر ثروة وأقوى جسمًا)

وظل الكهان يرتلون ويسبّحون حتى فرغ حفار القبور