صفحة:الأجنحة المتكسرة (1912) - جبران خليل جبران.pdf/149

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
-١٤٣-

هذا الكهف المظلم.

وبعد دقيقة دخلت أشعة الشمس من بين ستائر النافذة، وانسكبت على جسدين هامدين منطرحين على مضجع تخفره هيبة الأمومة وتظلِّله أجنحة الموت.

فخرج الطبيب باكيًا من تلك الغرفة، ولما بلغ القاعة الكبرى تبدّلت تهاليل المهنئين بالصراخ والعويل. أما منصور بك غالب فلم يصرخ ولم يتنهّد ولم يذرف دمعة ولم يفه بكلمة، بل لبث جامدًا منتصبًا كالصنم قابضًا بيمينه على كأس الشراب.

••••••••••••••••••••••••••••••

في اليوم التالي كُفنت سلمى بأثواب عرسها البيضاء، وُوضعت في تابوت موشًّى بالمخمل الناصع. أما طفلها فكانت أكفانه أقمطته وتابوته ذراعي أمه وقبره صدرها الهادئ.

حملوا الجثتين في نعش واحد، ومشوا ببطء متلف يشابه طرقات القلوب في صدور المنازعين، فسار المشيِّعون وسِرْتُ