صفحة:الأجنحة المتكسرة (1912) - جبران خليل جبران.pdf/151

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
-١٤٥-

من ردم الحفرة، فأخذ المشيعون إذ ذاك يقتربون واحدًا واحدًا من المطران وابن أخيه، يصبرونهما ويؤاسونهما بمستعذبات الكلام، أما أنا فبقيت واقفًا منفردًا وحدي، وليس من يعزِّيني على مصيبتي، كأن سلمى وطفلها لم يكونا أقرب الناس إليَّ.

عاد المشيعون وبقي حفار القبور منتصبًا بجانب القبر الجديد وفي يده رفشه ومحفره، فدنوت منه وسألته قائلًا:(أتذكر أين قبر فارس كرامة)

فنظر إليَّ طويلًا ثم أشار نحو قبر سلمى وقال: (في هذه الحفرة قد مدَّدتُ ابنته على صدره، وعلى صدر ابنته مددت طفلها وفوق الجميع قد وضعت التراب بهذا الرفش)

فأجبته:(وفي هذه الحفرة أيضًا قد دفنت قلبي أيها الرجل، فما أقوى ساعديك)