صفحة:الأجنحة المتكسرة (1912) - جبران خليل جبران.pdf/146

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
-١٤٠-

مات الطفل وسكان الحي يفرحون مع الوالد في القاعة الكبرى ويشربون نخبه ليعيش طويلًا، وسلمى المسكينة تحدق إلى الطبيب وتصرخ قائلة: «أعطني ولدي لأضمه» ثم تحدق ثانية فترى الموت والحياة يتصارعان بجانب سريرها.

مات الطفل ورنات الكؤوس تنمو وتتكاثر بين أيدي الفرحين بمجيئه.

وُلد مع الفجر، ومات عند طلوع الشمس ..

فأي بشري يستطيع أن يقيس الزمن ليخبرنا ما إذا كانت الساعة التي تمرّ بين مجيء الفجر وطلوع الشمس هي أقصر من الدهر الذي يمر بين ظهور الأمم وتواريها؟

ولد كالفكر، ومات كالتنهّدة، واختفى كالظل، فأذاق سلمى كرامة طعم الأمومة، ولكنه لم يبقَ ليسعدها ويزيل