صفحة:الأجنحة المتكسرة (1912) - جبران خليل جبران.pdf/145

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
-١٣٩-

ولفّت القابلة الطفل بالأقمطة ووضعته حذاء أمه، أما الطبيب فظل ينظر بعينين حزينتين نحو سلمى ويهز رأسه صامتًا بين الدقيقة والأخرى.

وأيقظت نغمة الفرح بعض الجيران فجاؤوا بملابس النوم ليهنئوا الوالد بولده. أما الطبيب فبقي ينظر بعينين كئيبتين نحو الوالدة وطفلها.

وأسرع الخدم نحو منصور بك ليبشروه بقدوم وريثه ويملئوا أيديهم من عطاياه. أما الطبيب فلبث واقفًا ينظر بعينين يائستين إلى سلمى وابنها.

ولما طلعت الشمس قربت سلمى ولدها من ثديها ففتح عينيه لأول مرة ونظر في عينيها واختلج وأغمضها لآخر مرة، فدنا الطبيب وأخذه من بين ذراعيها، وانسكبت على وجنتيه دمعتان كبيرتان ثم همس في سره قائلًا: هو زائر راحل!