صفحة:الأجنحة المتكسرة (1912) - جبران خليل جبران.pdf/144

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
-۱۳۸-

والأوجاع، فانتصب الموت والحياة يتصارعان بجانب فراشها، ووقف الطبيب والقابلة ليقدما إلى هذا العالم ضيفًا جديدًا، وسكنت حركة عابري الطريق وانخفضت نغمة أمواج البحر، ولم يعد يسمع في ذلك الحي سوى صراخ هائل يتصاعد من نوافذ منزل منصور بك غالب … صراخ انفصال الحياة عن الحياة … صراخ محبة البقاء في فضاء اللاشيء والعدم … صراخ قوة الإنسان المحدودة أمام سكينة القوى غير المتناهية … صراخ سلمى الضعيفة المنطرحة تحت أقدام جبارين: الموت والحياة.

عندما لاح الفجر ولدت سلمى ابنًا، ولما سمعت إهلاله فتحت عينيها المغلقتين بالألم، ونظرت حواليها، فرأت الأوجه متهللة في جوانب تلك الغرفة … ولما نظرت ثانية رأت الحياة والموت ما زالا يتصارعان بقرب مضجعها، فعادت وأغمضت عينيها وصرخت لأول مرة: « يا ولدي ».