صفحة:الأجنحة المتكسرة (1912) - جبران خليل جبران.pdf/143

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
-۱۳۷-

الربيع من الجمال، وكل ما في مجيء الفجر من المسرة يجتمع بين أضلع المرأة التي حَرَمَها الله ثم أعطاها.

لا يوجد نور أشد سطوعًا وأكثر لمعانًا من الأشعة التي يبعثها الجنين السجين في ظلمة الأحشاء.

وكان نيسان قد جاء متنقلًا بين الروابي والمنحدرات عندما تمت أيام سلمى لتلد بكرها، وكأن الطبيعة قد وافقتها وعاهدتها، فأخذت تضع حمل أزاهرها وتلف بأقمطة الحرارة أطفال الأعشاب والرياحين.

مضت شهور الانتظار وسلمى تترقب الخلاص مثلما يترقب المسافر طلوع كوكب الصباح، وتنظر إلى المستقبل من وراء دموعها، فتراه مشعشعًا، وقد طالما ظهرت الأشياء القاتمة متلمعة من خلال الدموع.

ففي ليلة وقد طافت أشباح الظلام بين تلك المنازل في رأس بيروت، انطرحت سلمى على مضجع المخاض