صفحة:الأجنحة المتكسرة (1912) - جبران خليل جبران.pdf/142

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
- ۱۳٦ -

وقد صلت سلمى متوجعة حتى ملأت الفضاء صلاة وابتهالًا، وتضرعت مستغيثة حتى بدّد صراخها الغيوم، فسمعت السماء نداءها وبثَّتْ في أحشائها نغمة مختمرة بالحلاوة والعذوبة، وأعدتها بعد خمسة أعوام من زواجها لتصيّرها أمًّا وتمحو ذلها وعارها.

الشجرة النابتة في الكهف قد أزهرت لتثمر.

البلبل المسجون في القفص قد هَمّ ليحوك عشًّا من ريش جناحيه.

القيثارة التي طرحت تحت الأقدام قد وضعت في مهبّ نسيم المشرق ليحرك بأمواجه ما بقي من أوتارها.

سلمى كرامة المسكينة قد مدّت ذراعيها المكبّلتين بالسلاسل لتقتبل موهبة السماء.

وليس بين أفراح الحياة ما يضارع فرح المرأة العاقر عندما تهيئها النواميس الأزلية لتصيِّرها أمًّا. كل ما في يقظة