صفحة:الأجنحة المتكسرة (1912) - جبران خليل جبران.pdf/141

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
- ۱۳۵ -

رغبته بابن يرث اسمه وسؤدده تكرِّهُه بسلمى المسكينة وتحوّل محاسنها في عينيه إلى عيوب جهنمية..

إن الشجرة التي تنبت في الكهف لا تعطي ثمرًا، وسلمى كرامة كانت في ظل الحياة فلم تثمر أطفالًا. إن البلبل لا يحوك عشًّا في القفص كيلا يورث العبودية لفراخه، وسلمى كرامة كانت سجينة الشقاء، فلم تقسم السماء حياتها إلى أسيرين. إن أزاهر الأودية هي أطفال يلدها انعطاف الشمس وشغف الطبيعة، وأطفال البشر أزاهر يلدها الحب والحنو، فسلمى كرامة لم تشعر قط بأنفاس الحنو وملامس الانعطاف في ذلك المنزل الفخم القائم على شاطئ البحر في رأس بيروت، ولكنها كانت تصلي في سكينة الليالي ضارعة أمام السماء لتبعث إليها بطفل يجفِّف بأصابعه الوردية دموعها، ويزيل بنور عينيه خيال الموت عن قلبها.