صفحة:الأجنحة المتكسرة (1912) - جبران خليل جبران.pdf/138

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
-۱۳۲-

ترى ظل الله مرة لا تخشى بعد ذلك أشباح الأبالسة، والعين التي تكتحل بلمحة واحدة من الملأ الأعلى لا تغمضها أوجاع هذا العالم.

وخرجت سلمى من ذاك المعبد ملتفَّةً بملابسها الحريرية، وتركتني حائرًا ضائعًا مفكرًا مجذوبًا إلى مسارح الرؤيا حيث تجلس الآلهة على العروش، وتدوِّن الملائكة أعمال البشر، وتتلو الأرواح مأساة الحياة، وتترنم عرائس الخيال بأناشيد الحب والحزن والخلود.

ولما صحوت من هذه السكرة وكان الليل قد غمر الوجود بأمواجه القاتمة، وجدتني هائمًا بين تلك البساتين، مسترجعًا إلى حافظتي صدى كل كلمة لفظتْها سلمى، معيدًا إلى نفسي حركاتها وسكناتها وملامح وجهها وملامس يديها، حتى إذا ما اتضحت لي حقيقة الوداع، وما سيجيء من ألم الوحشة ومرارة الشوق، جمدت فكرتي وتراخت