صفحة:الأجنحة المتكسرة (1912) - جبران خليل جبران.pdf/137

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
-١٣١-

ونظرت طويلًا إلى جدرانه وزواياه، كأنها تريد أن تسكب نور عينيها على رسومه ورموزه، ثم تقدمت قليلًا وجثت خاضعة أمام صورة يسوع المصلوب، وقبَّلت قدميه المكلومتين مرات متوالية، ثم همست قائلة:(ها قد اخترت صليبك يا يسوع الناصري، وتركت مسرات عشتروت وأفراحها، قد كللت رأسي بالأشواك بدلًا من الغار، واغتسلت بدمي ودموعي بدلًا من العطور والطيوب، وتجرعت الخل والعلقم بالكأس التي صنعت للخمر والكوثر، فاقبَلْني بين تابعيك الأقوياء بضعفهم، وسيرني نحو الجلجلة برفقة مختاريك المستكفين بأوجاعهم المغبوطين على كآبة قلوبهم).

ثم انتصبتْ والتفتت نحوي قائلة: سأعود الآن فرِحَة إلى الكهف المظلم حيث تتراكض الأشباح المخيفة، فلا تشفق عليّ يا حبيبي ولا تحزن من أجلي لأن النفس التي