صفحة:الأجنحة المتكسرة (1912) - جبران خليل جبران.pdf/139

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
-١٣٣-

خيوط قلبي، وعلمت للمرة الأولى أن الإنسان وإن وُلد حرًّا يظل عبدًا لقساوة الشرائع التي سنها آباؤه وأجداده، وأن القضاء الذي نتوهمه سرًّا علويًّا هو استسلام اليوم إلى مآتي الأمس، وخضوع الغد إلى ميول اليوم. وكم مرة فكرت منذ تلك الليلة إلى هذه الساعة بالنواميس النفسية التي جعلت سلمى تختار الموت بدلًا من الحياة، وكم مرة وضعت نَبالة التضحية بجانب سعادة المتمردين، لأرى أيهما أجلّ وأجمل، ولكنني للآن لم أفهم سوى حقيقة واحدة، وهي أن الإخلاص يجعل جميع الأعمال حسنة وشريفة، وسلمى كرامة كانت الإخلاص متأنسًا وصحة الاعتقاد متجسِّدةً.

***