صفحة:الأجنحة المتكسرة (1912) - جبران خليل جبران.pdf/136

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
-١٣٠-

لتجعله أشد لمعانًا.

ولم تترك لي سلمى مجالًا للكلام والاحتجاج، بل نظرت إليّ وقد برقتْ عيناها، فأحاطت أشعتها بوجداني، واتَّشَحت ملامح وجهها بنقاب من الهيبة والجلال، فبانت كمليكة توحي الصمت والتخشع. ثم ارتمت على صدري بانعطاف كلي ما عهدته فيها قبل تلك الساعة، وطوّقت عنقي بزندها الأملس، وقبَّلت شفتي قبلة طويلة عميقة محرقة أيقظت الحياة في جسدي، وأثارت الأسرار الخفية في نفسي، وجعلت الذات الوضعية التي أدعوها (أنا) تتمرد على العالم بأسره لتخضع صامتة أمام الناموس العلوي الذي اتخذ صدر سلمى هيكلًا ونفسها مذبحًا.

•••••••••••••••••••••••••••••••

ولما غربت الشمس وامَّحَت أشعتها الأخيرة عن تلك الحدائق والبساتين انتفضت سلمى ووقفت في وسط الهيكل