صفحة:الأجنحة المتكسرة (1912) - جبران خليل جبران.pdf/135

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
-۱۲۹-

المقدرة على تضحية الأمر العظيم للحصول على أمر أعظم، تضحية سعادتي بقربك لكي تبقى أنت شريفًا بعرف الناس بعيدًا عن غدرهم واضطهادهم ...كنت أجيء بالأمس إلى هذا المكان والقيود الثقيلة تغل قدميّ الضعيفتين، أما اليوم فقد جئت شاعرة بعزم يهزأ بثقل القيود ويستقصر الطريق. كنت أجيء مثل طيف طارق خائف، أما اليوم فقد جئت مثل امرأة حية تشعر بوجوب التضحية وتعرف قيمة الأوجاع، وتريد أن تحمي من تحبه من الناس الأغبياء ومن نفسها الجائعة. كنت أجلس حذاءك مثل ظل مرتجف، وقد أتيت اليوم لأريك حقيقتي أمام عشتروت المقدسة ويسوع المصلوب. أنا شجرة نابتة في الظل، وقد مددت أغصاني اليوم لكي ترتعش ساعة في نور النهار … قد جئت لأودعك يا حبيبي، فليكن وداعنا عظيمًا وهائلًا مثل حبنا، ليكن وداعنا كالنار التي تصهر الذهب