صفحة:الأجنحة المتكسرة (1912) - جبران خليل جبران.pdf/134

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
- ۱۲۸ -

بكاء ملك أضاع ملكه وغني فَقَدَ كنوزه، ولكنني ما لبثت أن رأيت وجهك من خلال دموعي، وأبصرت عينيك محدقتين إليّ، فتذكرت ما قلته لي مرة وهو(هلمي يا سلمى نقف أمام الأعداء متلقين شفار السيوف بصدورنا، فإن صُرعنا نَمُت كالشهداء وإن تغلّبنا نعِش كالأبطال؛ لأن عذاب النفس بثباتها أمام المصاعب والمتاعب هو أشرف من تقهقرها إلى حيث الأمن والطمأنينة)..

هذه الكلمات قلتها لي يا حبيبي عندما كانت أجنحة الموت ترفرف حول مضجع والدي، وقد ذكرتها بالأمس وقد كانت أجنحة اليأس تصفِّق حول رأسي، فتقويت وتشجعت وشعرت وأنا في ظلمة السجن بنوع من الحرية النفسية التي تستهون الشدائد وتستصغر الأحزان، ورأيت حبنا عميقًا كالبحر، عاليًا كالنجوم، متسعًا كالفضاء، وقد جئت اليوم إليك، وفي نفسي المتوجعة المنهوكة قوة جديدة، وهي