صفحة:الأجنحة المتكسرة (1912) - جبران خليل جبران.pdf/133

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
-۱٢٧-

وتنمو بالقبل والعناق،أما المحبة التي تولد في أحضان اللانهاية وتهبط مع أسرار الليل، فلا تقنع بغير الأبدية، ولا تستكفي بغير الخلود، ولا تقف متهيِّبة أمام شيء سوى الألوهية...عندما عرفت بالأمس أن المطران بولس غالب يريد أن يمنعني عن الخروج من منزل ابن أخيه ويسلبني اللذة الوحيدة التي عرفتها مذ تزوجت، وقفت أمام نافذة غرفتي ونظرت نحو البحر مفكرة بما وراءه من البلاد الواسعة والحرية المعنوية والاستقلال الشخصي، وتخيّلت نفسي عائشة بقربك محاطة بأخيلة روحك، مغمورة بانعطافك، ولكن هذه الأحلام التي تنير صدور النساء المظلومات وتجعلهنّ يتمردن على التقاليد الباطلة ليعشن في ظل الحق والحرية لم تمرَّ في خاطري حتى جعلتني أستصغر نفسي وأستضعفها، وأرى محبتنا واهية محددة لا تستطيع الوقوف أمام وجه الشمس، فبكيت