صفحة:الأجنحة المتكسرة (1912) - جبران خليل جبران.pdf/132

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
-۱٢٦-

الجناحين يدبّ متنقلًا بين الصخور ولكنه لا يستطيع أن يسبح محلقًا في الفضاء، والعيون الرمداء تحدق إلى الأشياء الضئيلة ولكنها لا تقوى على النظر إلى الأنوار الساطعة، فلا تحدثني عن السعادة لأن ذكرها يؤلمني كالتعاسة، ولا تصوّر لي الهناء لأن ظله يخيفني كالشقاء..ولكن انظر إليّ لأريك الشعلة المقدسة التي أوقدتها السماء بين رماد صدري … أنت تعلم بأنني أحبك محبة الأم وحيدها، وهي المحبة التي علمتني أن أحميك حتى ومن نفسي. هي المحبة المطهرة بالنار التي توقفني الآن عن اتباعك إلى أقاصي الأرض، وتجعلني أُميت عواطفي وميولي لكي تحيا أنت حرًّا نزيهًا، وتظل في مأمن من لوم الناس وتقوُّلاتهم الفاسدة.إن المحبة المحدودة تطلب امتلاك المحبوب، أما المحبة غير المتناهية فلا تطلب غير ذاتها. المحبة التي تجيء بين يقظة الشباب وغفلته تستكفي باللقاء وتقنع بالوصل