صفحة:الأجنحة المتكسرة (1912) - جبران خليل جبران.pdf/130

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
-١٢٤ -

البطل على الحق وشريك السفّاحين بقتل الأبرياء. قد أحببتك يا سلمى وأحببتِني، والحب كنز ثمين يودِعه الله النفوس الكبيرة الحساسة، فهل نرمي بكنزنا إلى حظائر الخنازير لتبعثره بأنوفها وتذريه بأرجلها؟ أمامنا العالم مسرحًا واسعًا مملوءًا بالمحاسن والغرائب، فلماذا نسكن في هذا النفق الضيق الذي حفره المطران وأعوانه؟ أمامنا الحياة وما في الحياة من الحرية وما في الحرية من الغبطة والسعادة، فلماذا لا نخلع النير الثقيل عن عاتقينا ونكسر القيود الموثقة بأرجلنا، ونسير إلى حيث الراحة والطمأنينة؟ قومي يا سلمى نذهب من هذا المعبد الصغير إلى هيكل الله الأعظم. هلمي نرحل من هذه البلاد وما فيها من العبودية والغباوة إلى بلاد بعيدة لا تطالها أيدي اللصوص ولا يبلغها لهاث الأبالسة، تعاليْ نسرع إلى الشاطئ مستترين بوشاح الليل، فنعتلي سفينة تقلّنا إلى ما وراء البحار، وهناك نحيي حياة