صفحة:الأجنحة المتكسرة (1912) - جبران خليل جبران.pdf/129

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
-۱۲۳-

فلم يبقَ غير الاستسلام إلى مشيئة عبيد الموت؟

فأجابت بلهجة يساورها القنوط والحسرة:(لم يبقَ أمامنا غير الوداع والتفرق).

فأخذت يدها وقد تمرّدت روحي في داخلي وتبدّد الدخان عن شعلة فتوتي، فقلت متهيجًا: لقد استسلمنا طويلًا إلى أهواء الناس يا سلمى.. منذ تلك الساعة التي جمعتنا حتى الآن ونحن ننقاد إلى العميان ونركع أمام أصنامهم. مذ عرفتك، ونحن في يد المطران بولس غالب مثل كرتين يلعب بنا كيفما أراد، ويقذفنا حيثما شاء، فهل نبقى خاضعين لديه محدقين بظلمة نفسه حتى يلوكنا القبر وتبتلعنا الأرض؟ هل وهبنا الله نسمة الحياة لنضعها تحت أقدام الموت؟ وأعطانا الحرية لنجعلها ظلًّا للاستعباد؟ إن من يخمد نار نفسه بيده يكون كافرًا بالسماء التي أوقدتها. ومن يصبر على الضيم ولا يتمرد على الظلم يكون حليف