صفحة:الأجنحة المتكسرة (1912) - جبران خليل جبران.pdf/13

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
-٧-

وفتح أبوابه وأنار زواياه، فالحب قد أعتق لساني فتكلمتُ، ومزَّق أجفاني فبكيتُ، وفتح حنجرتي فتنهدتُ وشكوت

أنتم أيها الناس تذكرون الحقول والبساتين والساحات وجوانب الشوارع التي رأت ألعابكم وسمعت همس طهركم، وأنا أيضًا أذكر البقعة الجميلة من شمال لبنان، فما أغمضت عينيَّ عن هذا المحيط إلا رأيت تلك الأودية المملوءة سحرًا وهيبة، وتلك الجبال المتعالية بالمجد والعظمة نحو العلاء، ولا صمَمْتُ أذني عن ضجة هذا الاجتماع إلا سمعت خرير تلك السواقي وحفيف تلك الغصون. ولكن هذه المحاسن — التي أذكرها الآن وأتشوق إليها تشوق الرضيع إلى ذراعي أمه — هي التي كانت تعذِّب روحي المسجونة في ظلمة الحداثة، مثلما يتعذب البازي بين قضبان قفصه عندما يرى أسراب البزاة تسبح حرة في الخلاء الواسع — وهي التي كانت تملأ صدري بأوجاع التأمل ومرارة التفكير