صفحة:الأجنحة المتكسرة (1912) - جبران خليل جبران.pdf/128

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
-١٢٢-

والطرقات التي أسير عليها نواظر تحدّق بي وأصابع تشير إليّ وآذانًا تسمع همس أفكاري)

وأطرقتْ هنيهة ثم زادت والدمع ينسكب على وجنتيها: (أنا لا أخاف على نفسي من المطران؛ لأن الغريق لا يخشى البلل، ولكنني أخاف عليك وأنت حرّ كنور الشمس أن تقع مثلي في أشراكه، فيقبض عليك بأظافره وينهشك بأنيابه، أنا لا أخاف من الدهر لأنه أفرغ جميع سهامه في صدري، ولكنني أخاف عليك وأنت في ربيع العمر أن تَلسع الأفعى قدميك وتوقفك عن المسير نحو قمة الجبل، حيث ينتظرك المستقبل بأفراحه وأمجاده)

فقلتُ:(إن من لا تلسعه أفاعي الأيام وتنهشه ذئاب الليالي يظل مغرورًا بالأيام والليالي. ولكن اسمعي يا سلمى، اسمعيني جيدًا، أليس أمامنا غير الفراق لنتقي صغارةَ الناس وشرورهم؟ هل سُدَّت أمامنا سبل الحب والحياة والحرّية