صفحة:الأجنحة المتكسرة (1912) - جبران خليل جبران.pdf/126

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
-١٢٠-

اللواتي تقودهن الفاقة إلى أسواق النخّاسين فيتعطّرن ويكتحلن ليبعن أجسادهن بالخبز المعجون بالدماء والدموع»

فقلت « إذًا ماذا يصدك عن المجيء إلى هذا المعبد والجلوس بجانبي أمام هيبة الله وأشباح الأجيال؟ هل مللت النظر إلى خفايا نفسي فطلبتْ روحك الوداع والتفريق؟»

فأجابت والدمع يراود أجفانها« لا يا حبيبي. إن روحي لم تطلب فراقك لأنك شطرها، ولا ملّت عيناي النظر إليك لأنك نورهما. ولكن إذا كان القضاء قد حكم عليّ أن أسير على عقبات الحياة مثقلة بالقيود وبالسلاسل، فهل أرضى أن يكون نصيبك من القضاء مثل نصيبي؟»

فقلت« تكلمي يا سلمى وأخبريني عن كل شيء، ولا تتركيني ضائعًا بين هذه المعميات»

فأجابت: لا أقدر أن أقول كل شيء؛ لأن اللسان الذي أخرسته الأوجاع لا يتكلم، والشفاه التي ختم عليها