صفحة:الأجنحة المتكسرة (1912) - جبران خليل جبران.pdf/125

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
-١١٩-

ودعني أزود نفسي منك، فقد دنت الساعة التي تفرقنا إلى الأبد»

فصرختُ قائلًا « ماذا تقولين يا سلمى؟! وأية قوة تستطيع أن تفرقنا إلى الأبد؟»

فأجابت: إن القوة العمياء التي فرقتنا بالأمس ستفرقنا اليوم. القوة الخرساء التي تتخذ الشرائع البشرية ترجمانًا عنها قد بنت بأيدي عبيد الحياة حاجزًا منيعًا بيني وبينك، القوة التي أوجدت الشياطين وأقامتهم أولياء على أرواح الناس قد حتمت عليّ أن لا أخرج من ذلك المنزل المبني من العظام والجماجم»

فسألتها قائلًا «هل علم زوجك باجتماعاتنا فصرت تخشين غضبه وانتقامه؟»

فأجابت: إن زوجي لا يحفل بي ولا يدري كيف أصرف أيامي؛ فهو مشغول عني بأولئك الصبايا المسكينات