صفحة:الأجنحة المتكسرة (1912) - جبران خليل جبران.pdf/124

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
-١١٨-

أوزانها، وتعيد إلى النفس ذكرى أمجاد الملوك والشعراء والفرسان الذين ودعوا غرناطة وقرطبة وإشبيلية تاركين في قصورها ومعاهدها وحدائقها كل ما في أرواحهم من الآمال والميول، ثم تواروا وراء حجب الدهر والدمع في أجفانهم والحسرة في أكبادهم.

وبعد ساعة التفت، فإذا بسلمى تميس بقدِّها النحيل بين الأشجار المحتبكة، وتقترب نحوي مستندة على مظلتها كأنها تحمل كل ما في العالم من الهموم والمتاعب، ولما بلغت باب الهيكل وجلست بقربي نظرتُ إلى عينيها الكبيرتين، فرأيت فيهما معاني وأسرارًا جديدة غريبة توحي التحذر والانتباه، وتثير حبَّ الاستطلاع والاستقصاء.

وشعرت سلمى بما يجول في خاطري، فلم تشأ أن يطول الصراع بين ظنوني وهواجسي، فوضعت يدها على شعري وقالت: اقترب منّي، اقترب مني يا حبيبي، اقترب