صفحة:الأجنحة المتكسرة (1912) - جبران خليل جبران.pdf/118

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
-١١٢-

ونتباحث في مرامي الكتب التي كنا نقرأها ذاكرين حسناتها وسيئاتها، وما تنطوي عليه من الصور الخيالية والمبادئ الاجتماعية، فتتكلم سلمى عن منزلة المرأة في الجامعة البشرية وعن تأثير الأجيال الغابرة على أخلاقها وميولها، وعن العلاقة الزوجية في أيامنا هذه وما يحيط بها من الأمراض والمفاسد. وإني أذكر قولها مرة: إن الكتّاب والشعراء يحاولون إدراك حقيقة المرأة، ولكنهم للآن لم يفهموا أسرار قلبها ومخبّآت صدرها، لأنهم ينظرون إليها من وراء نقاب الشهوات، فلا يرون غير خطوط جسدها، أو يضعونها تحت مكبرات الكره، فلا يجدون فيها غير الضعف والاستسلام.

وقولها لي مرة أخرى وقد أشارت بيدها إلى الرسمين المحفورين على جدران الهيكل: في قلب هذه الصخرة قد نقشت الأجيال رمزين يُظهران خلاصة اميال المرأة