صفحة:الأجنحة المتكسرة (1912) - جبران خليل جبران.pdf/119

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
-١١٣-

ويستجليان غوامض نفسها المراوحة بين الحب والحزن، بين الانعطاف والتضحية، بين عشتروت الجالسة على العرش ومريم الواقفة أمام الصليب … إن الرجل يشتري المجد والعظمة والشهرة، ولكن هي المرأة التي تدفع الثمن.

ولم يدرِ باجتماعاتنا السرية أحد سوى الله وأسراب العصافير المتطايرة بين تلك البساتين، فسلمى كانت تجيء بمركبتها إلى المكان المدعوّ بحديقة الباشا، ثم تسير الهويناء على الممرات المنفردة حتى تبلغ المعبد الصغير، فتدخله مستندة إلى مظلتها، وعلى وجهها لوائح الأمن والطمأنينة، فتجدني منتظرًا مترقبًا مشتاقًا بكل ما في الشوق من الجوع والعطش.

ولم نخَف قط عين الرقيب ولا شعرنا بوخز الضمير؛ لأن النفس إذا تطهّرت بالنار واغتسلت بالدموع تترفع عما