صفحة:الأجنحة المتكسرة (1912) - جبران خليل جبران.pdf/117

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
-١١١-

من الجزع والحسرة، ثم يصبّر واحدنا الآخر، باسطًا أمامه كل ما في جيوب الأمل من الأوهام المفرحة والأحلام العذبة، فيهدأ روعنا وتجف دموعنا وتنفرج ملامحنا، ثم نبتسم متناسين كل شيء سوى الحب وأفراحه، منصرفين عن كل أمر إلا النفس وميولها. ثم نتعانق فنذوب شغفًا وهيامًا. ثم تقبِّل سلمى مفرق شعري بطهر وانعطاف، فتملأ قلبي شعاعًا، وأقبِّل أطراف أصابعها البيضاء، فتغمض عينيها، وتلوي عنقها العاجي، وتتورد وجنتاها باحمرار لطيف يشابه الأشعة الأولى التي يلقيها الفجر على جباه الروابي. ثم نسكت وننظر طويلًا نحو الشفق البعيد حيث الغيوم المتلوِّنة بأنوار المغرب البرتقالية.

ولم تكن اجتماعاتنا مقتصرة على مبادلة العواطف وبثّ الشكوى، بل كنا ننتقل على غير معرفة بنا إلى العموميات، فنتبادل الآراء والأفكار في شؤون هذا العالم الغريب