صفحة:الأجنحة المتكسرة (1912) - جبران خليل جبران.pdf/116

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
-١١٠-

الذين عاشوا وعشقوا وعبدوا الجمال بشخص عشتروت، فحرقوا البخور أمام تماثيلها، وهرقوا الطيوب على مذابحها، ثم طوتهم الأرض فلم يبقَ منهم سوى اسم تردده الأيام أمام وجه الأبدية.

كم يصعب عليَّ الآن أن أدوّن بالكلام ذكرى تلك الساعات التي كانت تجمعني بسلمى، تلك الساعات العلوية المكتنفة باللذة والألم، والفرح والحزن، والأمل واليأس، وكل ما يجعل الإنسان إنسانًا والحياة لغزًا أبديًّا. ولكن كم يصعب عليّ أن أذكرها ولا أرسم بالكلام الضئيل خيالًا من أخيلتها ليبقى مثلًا لأبناء الحب والكآبة.

كنا نختلي في ذلك الهيكل القديم، فنجلس في بابه ساندين ظهرينا إلى جداره مردِّدين صدى ماضينا، مستقصين مآتي حاضرنا، خائفين مستقبلنا، ثم نتدرج إلى إظهار ما في أعماق نفسينا، فيشكو كل منا لَوْعته وحرقة قلبه وما يقاسيه