صفحة:الأجنحة المتكسرة (1912) - جبران خليل جبران.pdf/112

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
-١٠٦-
٩
بين عشتروت والمسيح

بين تلك البساتين والتلول التي تصل أطراف بيروت بأذيال لبنان يوجد معبد صغير قديم العهد محفور في قلب صخرة بيضاء قائمة بين أشجار الزيتون واللوز والصفصاف. ومع أن هذا المعبد لا يبعد أكثر من نصف ميل عن طريق المركبات، فقد قل من عرفه من محبي الآثار والخرائب القديمة، فهو مثل أشياء كثيرة خطيرة في سوريا مختبئ وراء ستائر الإهمال، فكأن الإهمال قد أبقاه محجوبًا عن عيون الأثريين ليجعله خلوة لنفوس المتعبين ومزارًا للمحبين المستوحشين.