صفحة:الأجنحة المتكسرة (1912) - جبران خليل جبران.pdf/111

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
-١٠٥-

سوى أشباحها السوداء، ولا أسمع من أنغام الأمم غير الندب والنواح، فسفر أيوب كان عندي أجمل من مزامير داود، ومراثي أرميا كان أحب لديّ من نشيد سليمان، ونكبة البرامكة أشد وقعًا في نفسي من عظمة العباسيين، وقصيدة ابن زريق أكثر تأثيرًا من رباعيات الخيام، ورواية هملت أقرب إلى قلبي من كل ما كتبه الإفرنج.

كذا يُضعف القنوط بصيرتنا، فلا نرى غير أشباحنا الرهيبة، وهكذا يصمّ اليأس آذاننا، فلا نسمع غير طرقات قلوبنا المضطربة.