صفحة:الأجنحة المتكسرة (1912) - جبران خليل جبران.pdf/11

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
-٥-

وراء البحار، وههنا توارت أمانيه، وانزوت أفراحه، وغارت دموعه واضْمحلَّت ابتساماته، وبين هذه المدافن الخرساء تنمو كآبته مع أشجار السَّرْو والصّفصاف، وفوق هذا القبر ترفرف روحه كل ليلة مستأنسة بالذكرى، مردِّدة مع أشباح الوحشة ندبات الحزن والأسى، نائحة مع الغصون على صبيّة كانت بالأمس نغمة شجية بين شفتي الحياة، فأصبحت اليوم سرًّا صامتًا في صدر الأرض.

أستحلفكم يا رفاق الصبا بالنساء اللواتي أحبَّتْهنَّ قلوبكم أن تضعوا أكاليل الأزهار على قبر المرأة التي أَحبَّها قلبي؛ فربَّ زهرة تُلقونها على ضريح منسيٍّ تكون كقطرة الندى التي تسكبها أجفان الصباح بين أوراق الوردة الذابلة.

***