صفحة:الأجنحة المتكسرة (1912) - جبران خليل جبران.pdf/108

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
-١٠٢-

وتتناسى … قل لأبيك أن يذكرني، سله فيخبرك عن مآتي أيامي عندما كان الشباب يحلِّق بنا إلى الغيوم .. قل له إنني أحببته بشخص ابنه في آخر ساعة من حياتي …»

وسكت دقيقة وظلت أشباح ألفاظه تدب على جدران الغرفة، ثم عاد فنظر إلي وإلى سلمى بوقت واحد وقال همسًا« لا تدعوا طبيبًا ليطيل بمساحيقه ساعات سجني، لأن أيام العبودية قد مضت، فطلبت روحي حرية الفضاء، ولا تدعوا كاهنًا إلى جانب فراشي، لأن «تعازيمه» لا تكفر عن ذنوبي إن كنت خاطئًا، ولا تسرع بي إلى الجنة إن كنت بارًّا. إن إرادة البشر لا تغير مشيئة الله، كما أن المنجّمين لا يحولون مسير النجوم. أما بعد موتي فليفعل الأطباء والكهان ما شاءوا، فاللجّة تنادي اللجة، أما السفينة فتظل سائرة حتى تبلغ الساحل …»

.......................................