صفحة:الأجنحة المتكسرة (1912) - جبران خليل جبران.pdf/107

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
-١٠١-

الحزن على جسدي لئلا تمتنع الأعشاب والأزهار عن امتصاص عناصره، ولا تذرفي دموع اليأس على يدي لأنها تنبت شوكًا على قبري. ولا ترسمي بزفرات الأسى سطرًا على جبهتي؛ لأن نسيم السحر يمر ويقرأه فلا يحمل غبار عظامي إلى المروج الخضراء … قد أحببتك بالحياة يا ولدي وسوف أحبك بالموت، فتظل روحي قريبة منك لتحميك وترعاك.

والتفت الشيخ إليّ وقد انطبقت أجفانه قليلًا فلم أعد أرى سوى خطين رماديين مكان عينيه، ثم قال وسكينة الفناء تسترق ألفاظه: أما أنت يا ابني فكن أخًا لسلمى مثلما كان والدك لي. كن قريبًا منها في ساعات الشدة، وكن صديقًا لها حتى النهاية، ولا تدعها تحزن لأن الحزن على الأموات غلطة من أغلاط الأجيال الغابرة. بل اتْلُ على مسمعها أحاديث الفرح وأنشدها أغاني الحياة فتسلو