صفحة:الأجنحة المتكسرة (1912) - جبران خليل جبران.pdf/106

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
-١٠٠-

الدمع مرارة والقلب احتراقًا»

كنت أسمع سلمى متكلمة وعواطفي تنمو وصدري يضيق حتى شعرت بأن أضلعي تكاد تتفجر حناجر وفوّهات. أما الشيخ فكان ينظر إليها وجسده المهزول يهبط ببطء بين الوسائد والمساند، ونفسه المتعبة ترتجف كشعلة السراج أمام الريح، ثم بسط ذراعيه وقال بهدوء: دعيني أذهب بسلام يا ولدي، لقد لمحت عيناي ما وراء الغيوم، فلن أحوّلهما نحو هذه الكهوف. دعيني أطير فقد كسرت بأجنحتي قضبان هذا القفص … لقد نادتني أمك يا سلمى فلا توقفيني … ها قد طابت الريح وتبدد الضباب عن وجه البحر فرفعت السفينة شراعها وتأهبت للمسير فلا توقيفها ولا تنزعي دفتها، دعي جسدي يرقد مع الذين رقدوا، ودعي روحي تستيقظ لأن الفجر قد لاح والحلم قد انتهى … قبِّلي روحي بروحك … قبليني قبلة رجاء وأمل ولا تسكبي قطرة من مرارة