صفحة:الأجنحة المتكسرة (1912) - جبران خليل جبران.pdf/105

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
-٩٩-

أنت لها، فمن يبقى لي إذا فقدتك يا والدي؟ مات والدها وهي في ظلال زوج محبّ فاضل أمين، مات والدها فبقي لها طفلة تغمر رأسها الصغير بثدييها وتطوق عنقها بذراعيها، فمن يبقى لي إذا فقدتك يا والدي؟ أنت أبي وأمي ورفيق حداثتي ومهذّب شبيبتي، فبمن أستعيض إذا ما ذهبت عني؟

قالت هذا وحوَّلت عينيها الدامعتين نحوي وأمسكت بيمينها طرف ثوبي ثم قالت: ليس لي غير هذا الصديق يا والدي، ولن يبقى لي سواه إذا ما تركتني. فهل أتعزى به وهو متعذِّب مثلي؟ هل يتعزى كسير القلب بالقلب الكسير؟ إن الحزينة لا تتصبر بحزن جارتها كما أن الحمامة لا تطير بأجنحة مكسورة. هو رفيق لنفسي ولكنني قد أثقلت عاتقه بأشجاني حتى لوَيْتُ ظهره وسملت عينيه بعبراتي، فلم يعد يرى غير الظلمة. هو أخ أحبه ويحبني مثل جميع الإخوة يشترك بالمصيبة ولا يخففها، ويساعد بالبكاء فيزيد