صفحة:الأجنحة المتكسرة (1912) - جبران خليل جبران.pdf/104

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
-٩٨-

مصغية صاغرة كأن ذاتها المعنوية قد استحالت إلى أعين محدِّقة وآذان واعية.

فقال والدها: كنت طفلة رضيعة عندما فقدت أمك والدها الشيخ، فحزنت لفقده وبكت بكاء حكيم متجلد، ولكنها لم تعد من جانب قبره حتى جلست بجانبي في هذه الغرفة وأخذت يدي براحتيها وقالت: قد مات والدي يا فارس وأنت باقٍ لي وهذه هي تعزيتي. إن القلب بعواطفه المتشعِّبة يماثل الأرزة بأغصانها المتفرقة، فإذا ما فقدت شجرة الأَرْز غصنًا قويًّا تتألم ولكنها لا تموت، بل تحوّل قواها الحيوية إلى الغصن المجاور لينمو ويتعالى ويملأ بفروعه الغضّة مكان الغصن المقطوع. هذا ما قالته والدتك يا سلمى عندما مات أبوها، وهذا ما يجب عليك أن تقوليه عندما يأخذ الموت جسدي إلى راحة القبر وروحي إلى ظل الله.

فأجابت سلمى متفجِّعة: فقدت أمي والدها فبقيت