صفحة:الأجنحة المتكسرة (1912) - جبران خليل جبران.pdf/101

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
-٩٥-

المساند المحيطة برأسه، وانتشل صورة صغيرة قديمة يمنطقها إطار من الذهب قد نعّمت حدودَه ملامس الأيدي ومحتْ نقوشَه قُبلُ الشفاه، ثم قال دون أن يحوِّل عينيه عن الرسم «اقتربي يا سلمى،اقتربي مني يا ولدي لأريك خيال أمك، تعاليْ وانظري ظلها على صفحة من الورق »

فدنت سلمى ماسحة الدموع من مقلتيها كيلا تحول بين ناظريها والرسم الضئيل، وبعد أن حدّقت إليه طويلًا كأنه مرآة تعكس معانيها وشكل وجهها، قربته من شفتيها وقبلته بلهفة مرارًا متوالية ثم صرخت قائلة «يا أماه، يا أماه، يا أماه» ولم تزد على هذه الكلمة، بل عادت فوضعت الرسم على شفتيها المرتعشتين كأنها تريد أن تبث فيه الحياة بأنفاسها الحارة

إن أعذب ما تحدثه الشفاه البشرية هو لفظة (الأم)، وأجمل مناداة هي: (يا أمي)، كلمة صغيرة كبيرة مملوءة