صفحة:الآراء والمعتقدات (1926) - غوستاف لوبون.pdf/93

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
– ۹۳ –

الى خرابها مثالاً بارزاً على ذلك، والغريب في هذه المسألة هو أن أعضاء الوزارة الاسترالية كانوا من الاشتراكيين المتطرفين.


الفصل الثالث

لماذا تختلف الآراء ولماذا لا يقدر العقل على تقويمها.


١ – اختلاف الأمزجة النفسية يورث اختلاف الآراء .

في جميع المواضيع التي يستحيل اثباتها إثباتا علميا يعظم الاختلاف فيما يدور حولها من الآراء، ولا كانت الآراء قائمة على عناصر عاطفية أو دينية فإنها تتبدل على الخصوص بتبدل البيئة والخلق والتربية والمنفعة الخ .

وعلى رغم هذه التبدلات توجد مناح عامة تسوق الأشخاص أنفسهم الى إبداء آراء من فصائل واحدة، فما هو مصدر هذه المناحي يا ترى ؟ نكتشف هذا المصدر عند ما تحقق أن الامة ليست عبارة عن أشخاص يختلقون بتربيتهم وأخلاقهم فقط، بل بصفات انتقلت اليهم بالوراثة على الخصوص .

والمجتمع في أول الأمر يتكون من أشخاص لا يختلف بعضهم عن البعض الآخر الا قليلا، إذ لا يكون عندهم وقتئذ نفسية أخرى غير نفسية قبيلتهم، ولكن عوامل التطور والانتخاب لا تلبث أن تجرى حكمها فيتفاوت الناس بالتدريج، حينئذ يترقى بعضهم مسرعاً والبعض الآخر متثاقلاً، وهكذا يتفاوتون في قطع مراحل الطريق الواحدة.

وينشأ عن ذلك ان المجتمع في دور من أدوار تطوره يحتوى على أناس يمثلون جميع الاطوار التي اجتازها ذلك المجتمع بالتتابع، ولما لم يقطع بعض هؤلاء الناس حدود نفسية دور سابق فإن هذا البعض لا يستطيع أن يلتئم مع دور لاحق، اذاً فالحضارة بإصلاحها الناس لا تقدر على تحويلهم بالتساوي، فالناس بدلاً من ان يسيروا