صفحة:الآراء والمعتقدات (1926) - غوستاف لوبون.pdf/77

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
– ٧٧ –

ان التصادم بين أنواع المنطق المختلفة لا يستمر أبداً ، فقد رأينا آنفا أن هذه الأنواع تميل الى التوازن ، نعم يدوم التباين بينها ، ولكن من غير أن نشعر بذلك لأن العنصر العقلى في الغالب يخضع لحكم المؤثرات العاطفية والدينية وان لم يعترف بهزيمته ، وبهذا توضيح علة اقلاعنا عن المناقشة في عواطفنا ومعتقداتنا على الدوام .

ظهر من الملاحظات السابقة أن لكل من المبادىء الدينية والمبادىء العاطفية نواميس خاصة ، ولذلك تبقى في النفس مصدراً لسير الأفراد والشعوب ، وعلى مابين اندفاعات المرء من تناقض فانها لا تلبث أن تتوازن إذالم يعكر صفاؤها ولم يحاول أن يوفق بينها توفيقا مستحيلا ، فالحقائق العاطفية والحقائق الدينية والحقائق العقلية هي بنات مختلفة لأنواع من المنطق يتعذر اتحادها .

الفصل الثالث

ميزان العلل

١ – الميزان النفسي - السير والحركة

ان ما بين أنواع المنطق المختلفة من اندفاعات متناقضة يجعلنا في الغالب نتردد في الطريقة التي يجب أن تتبعها ، وبما أن الحياة تقتضى السير فعلينا أن نختار أحد السبل ولكن كيف تختار ؟ يتجلى لنا أمر هذا الاختيار بالمثال الآتي :

لنضع أشياء في كفتي ميزان ، فإذا كان ما وضع في كل من الكفتين متساويا فان عقرب الميزان يبقى عموديا مذبذبا ، والا فانه يميل الى احدى الجهتين ، وعدا الموازين المادية يوجد موازين نفسية مماثلة لها ، فعال السير هي عيارات هذه الموازين النفسية ، وأما عقربها فهو العمل الذي ينشأ عن وجود الكفة في إحدى أحوالها .

وقد يكون العقل أحيانا علة السير ، ولكنه ينضم في الغالب الى المال العقلية الشاعرة علل لا شاعرة تنقل وطأتها على إحدى الكفتين ، أي ان العال جميعها