صفحة:الآراء والمعتقدات (1926) - غوستاف لوبون.pdf/62

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تم التّحقّق من هذه الصفحة.
تم التّحقّق من هذه الصفحة.
-٦٢-

مغنية وقلب سمح ، ذلك لانها وليدة آمال السعادة أولاً ولكونها صادرة عمافي النفس من احتياجات متأصلة ثانياً.

واذا نظرنا إلى المنطق الديني من خلال جميع عناصر الحياة الاجتماعية فاننا نراه ذا تأثير في الفنون والآداب والسياسية وصنعة الشفاء ، فما الدور الروائي الا أحد مظاهره ، وليس عند أرباب الفن سوى عقائد دينية تجعلهم لا يعبأون بطرق التحليل العقلى ، ويتجلى تأثير الروح الدينية في عالم السياسة على الخصوص ، فالأحزاب الرديكالية واللاإكليروسية والمتطرفة تعيش على جانب عظيم من التدين.

ولا تزال البقاع التي ارتادها العلم محدودة الى الغاية مع أنه لاحدَّ لرغباتنا،ولاشك في أن سيطرة المنطق الديني على البشر ستمتد زمناً طويلا بعد ، فهو بايجاده القوانين والعادات والاديان قد ولد جميع الأوهام التي سيرت النوع الانساني حتى يومنا هذا ، وهو من القوة بحيث يقدر على جعل الخيال حقيقة.وبتأثيره عرف ملايين من الرجال الفرح أو الالم، وما في العالم من مثل عليا فصادر عنه.



الفصل الخامس

المنطق العقلي

١ – عناصر المنطق العقلي الأساسية


قد أُلِّفت للبحث عن المنطق العقلي مؤلفات كثيرة ذات فائدة قليلة، والذي يجعلنا نتكلم عنه في هذا الكتاب هو أولاً إنه يمثل أحياناً في تكوين الآراء دوراً لا بأس فيه ، وثانياً لبيان وجه الفرق بينه وبين أنواع المنطق الأخرى التي بحثنا عنها في الفصول السابقة ، وسنباشر بيان بعض العناصر التي يستند اليها المنطق العقلى في عمله وهي : الارادة والدقة والتأمل.

الارادة – الارادة هي صفة يعزم بها الانسان على الاتيان بعمـل ولها ثلاثة أطوار : التفكير والقصد والتنفيذ. واذا انعمنا النظر فيها نرى أنها تصدر عن العقل