صفحة:الآراء والمعتقدات (1926) - غوستاف لوبون.pdf/183

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

۱۸۴ - أدت في الغالب الى شفاء في الجسم وزيادة في قوته ومنحت القلوب شجاعة واحيت في النفوس آمالاً . وهكذا ظهر لنا أن الحقائق العلمية ليس فيها ما في الأضاليل من فائدة في بعض الأوقات . وعل في الأعضاء قوى مجهولة تعملى عملها بتأثير الخيال ؟ لم يستطع أحد حتى الآن أن يجيب عن هذا السؤال جوابا قاطعاً ، ومع ذلك يمكننا أن نأتي بالفرضية الآتية هي : إن الخيال لاكان صادراً عن أحوال عضوية فان استمراره قد ينعكس على تلك الاحوال فيؤثر فيها ، ولهذا يكفى لنيل الشفاء احداث خیالات نفسية شديدة . وقد علم ذلك الأمر منذ زمن بعيد ، فقد أشار الفيلسوف الايطالي ( بومبانازی ) في رسالة نشرها سنة ١٥٣٥ الى أن عظاما للحيوانات بيعت على أنها من أجساد القديسين المشهورين كانت تشفى الناس كعظام هؤلاء القديسين الحقيقية ، ثم إن الشفاء بفعل الايمان قد استعان به الطبيب الشهير ( شاركو ) في أيامنا الحاضرة مرات عديدة بوجود ۲ - الأوهام الناشئة عن تلقين الفرد وتلقين الجماعة ، للتلفين سلطان عظيم على النفوس ، فيه آمن مدة سنتين أفاضل علماء الطبيعة - الذين أشرنا اليهم آنفا . أشعة خاصة لم تلبث أن اختفت بعد أن علموا أنها عبارة عن أوهام ، وهو الذي يجعل الناس يسلمون بصحة حوادث مستحيلة كتجسيم الأرواح بغتة ، على هذا الوجه اعتقد الكيماوي الشهير (كروكس ) خروج شيخ ( كاني كينغ ) من الوسيطة مع أن هذا الشبح لم يكن غير الوسيطة نفسها ، وقد قبض أخيراً على هذه الوسيطة في برلين عند ارتكابها جرم التدليس الذي كانت بمثله أوهمت العالم الانكليزي المشار اليه . أفلا يوجد في العالم أناس ذوو قدرة عظيمة على التلقين يستطيعون أن يؤثروا الناس تأثيراً كبيراً ؟ يغاهر أن بعض الحوادث تؤيد ذلك ، ؟ من بها في من يحيط ومنها حوادث الرفع التي يأتى بها الوسطاء أمام الجمهور قائلين إنهم اقتبسوها من دراويش الهند