صفحة:الآراء والمعتقدات (1926) - غوستاف لوبون.pdf/182

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
– ١٨٢ –

الفصل الرابع

بحث في بعض الحوادث اللاشعورية التي هي مصدر المعتقدات

١ – تأثير الإيمان في الاعضاء والشفاء.

سأذكر بين المباحث القائمة على التجربة تأثير بقايا أجساد القديسين والحج والمياه ذات المعجزات الخ. والمؤمنون من كل دين يسلمون بان هذه الاشياء قادرة على الشفاء . يؤيد ذلك ما علق على جدران معابد الآلهة من الذخائر المنذورة منذ القرون الغابرة .

ومن المحقق أن حج ألوف من المؤمنين سواء الى ( مكة ) أو الى (لورد ) أو الى ضفتي نهر (الغانج) لم يكن عبئًا في كل وقت ، فعندما يحرك الايمان الشديد قوى اللاشعور الخفية تبدو هذه القوى في الغالب أنها أشد تأثيراً من الوسائل التي يتذرع بها علم الطب لمداواة الأمراض ومما اعتقد أنه يفتح أفقا واسعا غير منتظر في علم وظائف الأعضاء هو إيضاح درجة تأثير التلقين الناشيء عن الصلوات و بقايا اجساد الأولياء والتعاويذ والتمائم في الأعضاء .

لاریب في أن هذا البحث المهم لا يكون جديا قبل أن يمضى وقت كبير ، إذ لم يبحث حتى الآن عن الشفاء القائم على تأثير الخوارق غير أناس مرتابين متصلبين في ارتيابهم أو مؤمنين أعمى الايمان بصائرهم ، فما أن هاتين الصفتين متساويتان في شل قوة الاختبار في الإنسان ولا يلبث المرتاب في تلك المواضيع أن يكون في بعض الأحيان معتقداً من حيث لا يشعر لم يسهل الوصول الى حقائق واضحة فيها .

ولقد بقيت جميع تلك الأمور- وهي محدودة أو مسلم بها على غير دليل تجريبى - مُقْصَاة في ميدان المعتقد غير جديرة بالاهتمام ، وما كان يلوح للأعين شيء أكثر استحالة من تحقيق وعود المبشرين القائلين بتأثير المياه والمساحيق العجيبة و بقايا القديسين وخواتم السحر الخ .

إلا أن المباحث العصرية في التلقين دلتنا على أن تلك المزاعم ليست عبئا ، إذ