صفحة:الآراء والمعتقدات (1926) - غوستاف لوبون.pdf/179

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

- ۱۱۹ - المتاعب في ذلك السبيل ، ومن دواعي الأسف أن ما تى به من التجارب والصور المؤيدة لتلك الحوادث لا تقنع أحداً . وما أسعد حظ علماء ايطاليا ، فقد رأوا أيديا روحانية ترفع الوسيطة ( اوزابيا ) في الهواء ، وبعد أن نال ( لومبروزو ) شرف المحادثة مع شبح أمه أيقن بصحة ما وقع ، وهذا ما قاله في حديث نشرته جريدة ( الماتن ) : « نعد صعود ( اورابيا ) – التي كانت جالسة مربوطة اليدين والرجلين ربطا وثيقا - على الخوان رويداً رويداً من الأمور الخارقة للمادة وما رأينا في اثناء صعودها سوى بدين روحانيتين آخذتين بابطيها لتساعداها على ذلك . » ا غير أن الروح التي أعانت بيديها الروحانيتين ( اوزابيا ) على رفع نفسها أو على رفع اخونة ثقيلة بسهولة لم تعضداها عندما أخذ بعض المرتابين يفحصون الأمر فحصاً جديا ، كانت هذه الوسيطة تميل في معهد المعلوم النفسية كفة ميزان الرسائل دون أن تمسها فأخذ الحضور يعتقدون صحة ذلك ، وفي تلك الأثناء لاح لأحدهم أن مصدر الميل ناشىء عن شعرة تمسكها الوسيطة بين اصابعها فكسى الكفة وسائر الميزان بسواد الدخان ليظهر عليه كل أثر للشعرة عندما تمسه ، ومنذ تلك اللحظة . لم تستطع ( اوزابيا ) أن تحرك كفة الميزان ولو مرة واحدة من غير أن تلمسها . وقد جربت ( اوزابيا ) أن تغير وزنها أمام معهد العلوم النفسية ، وفعلاً دل الميزان على نقص في الوزن غير قليل ، إلا أنه ثبت أنها أثرت بيديها في عقرب الميزان . ثبت مما تقدم أن حادثة الرفع التي هي أبسط ما يحدث عنه مستخدمو الأرواح ليست حقيقية ، وما اتينابه من البحث والتدقيق في المذهب الروحاني لم يخل من فائدة، فقد دلنا على انتشار دين جديد اعتنقه عـدد غير يسير من أفاضل العلماء الذين لم يستطيعوا العيش من غير أن يتمسكوا باحد المعتقدات ، فالآلهة قد تزول أحيانا ولكن النفسية الدينية لا تموت أبدأ . ا