صفحة:الآراء والمعتقدات (1926) - غوستاف لوبون.pdf/180

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
– ۱۸٠ –

٥ –من هو جدير بالبحث في الأمور الروحانية؟ ؟

الآن أصل الى مسألة ذات بال يجب الاسهاب في بيانها ، وأعنى بها وصف الاشخاص الذين يستطيعون أن يحققوا الحوادث الروحانية .

فمن الخطأ الشائع بين الناس زعمهم ان العالم الاختصاصي قادر على اختبار أمور بعيدة من دائرة معرفته ولا سيما الأمور التي للوهم والتدليس شأن كبير فيها ، فالعلماء لما كانوا عائشين خالصي النية صادقى الطوية موطنين أنفسهم على تصديق ما يشاهدونه بمساعدة آلانهم الفنية أصبحوا بالحقيقة أكثر الناس تعرضا للحياة والخداع ، أثبت ذلك بالمثال الآتى الغريب الذي نشرته مجلة « تقاويم العلوم النفسية » واليكه :

« دعا الموسيو ( دافي ) اليه عدداً غير قليل من كبار أهل النظر وفيهم عالم من أشهر بعلماء انكلترا هو المستر ( والاس ) وتقدم لهم أشياء لمسوها بأيديهم وختموها كما شاؤوا ثم أجرى أمامهم جميع ظواهر هذا الفن من تجسيم الارواح والكتابة على السبورة وغيرهما ، وكتبوا له شهادات قالوا فيها إن المشاهدات التي وقعت أمامهم لا تنال الابقوة فوق قوة البشر فلما صارت الشهادات في يده قال لهم إن مافعله شعوذة بسيطة جداً ، قال راوي الحادثة : والذي يوجب الدهش والاستغراب في بحث الموسيو (دافي ) ليس إبداعه ومهارته في الحركات التي قام بها بل ضعف الشهادات التي كتبها أولئك الشهود الذين كانوا يجهلونها فقد ذكروا روايات كثيرة واقعية كلها خطأ ولو صح وصفهم الحوادث التي يروونها لتعذر تفسيرها بالشعوذة ، على أن الطريقة التي استنبطها الموسيو ( دافي ) بسيطة يدهش الإنسان لبساطتها من جرأته على استعمالها ، ولقد كان له من التأثير في افكار جماعته ما جعلهم يرون ما لم يروا. »

ذلك شأن التلقين على الدوام ، فتأثيره في ذوى النفوس السامية الذين يتذرعون مقدما بالحذر والاحتراز يثبت ماله السلطان الكبير .

إذا لا يقـدر العلماء أن يحققوا حوادث استخدام الأرواح تحقيقاً شافيا . فأولو النظر الذين يستطيعون ذلك هم الذين تمرنوا على خلق الأوهام وإيقاع الناس فيها أعنى المشعوذين وإنا لنحزن على كون معهد العلوم النفسية لم يدرك ذلك ، فلو