صفحة:الآراء والمعتقدات (1926) - غوستاف لوبون.pdf/169

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

- ۱۲۹ - ا وليس من الانصاف أن نعزو الى من ذهبوا ضحية السحر أو ما شابهه من المعتقدات مزاجا نفسيا بعيدا كل البعد من مزاج رجال الوقت الحاضر ، لأن سذاجة هؤلاء عظيمة كسذاجة اولئك وإن بدلت شكلها ، والسحرة في القرون الوسطى وسحرة السياسة ذوو الوعود الخلابة الوهمية في هذه الأيام ومستخدمو الأرواح وزاجرو الطير وضاربو الرمل والمنو" مون تنويما مغنطيسياً جميعهم من فصيلة واحدة ، فليس ما هو مستحيل في هذا العالم الخادع ولا فرق بين ما فيه من التهوس و بين الاحلام التي نراها أحيانا في المنام . . . نعم ، أخذ البشر يتحرر قليلاً من ربقة تلك المنطقة المخيفة ، ولكن بما أن هذا الخلاص حديث غير تام فان قوة تأثير الوراثة ترغم البشر على العودة الى تلك المنطقة على الدوام ، واذا تفلت المرء بعد مجهود كبير من ميدان المعتقد فإنه لا يلبث أن ينجذب اليه وقد جرب ذلك كثير من العلماء بأنفسهم. فاما تذرعوا بوسائلهم ومناهجهم الخاصة ظنوا أنهم قادرون على التخلص من المؤثرات التي يتهوس بها ذور النفوس الضيقة ، غير أنهم سرعان ماخدءوا مثل أبسط المعتقدين ولم تنفعهم وسائلهم العلمية الا بإلباس بعض الأوهام شكلاً غير حقيقي . د السحرة 3 – السحر في الازمنة الحاضرة و حوادث نجسيم الارواح يظهر أن الايمان بالسحر قد تلاشى أمام تقدم الافكار العلمية ، فلما جرد من نفوذهم خسروا اعتبارهم الا الا في بعض القرى . غير أن الاطلاع على الاسرار والاحتياج الى التدين وأمل الحياة بعد الموت هي مشاعر قوية لا تموت أبداً ، وإذا السحر القديم باسم جديد من دون أن يطرأ على الأساس تغيير كبير، فهو يدعى اليوم نجسيم الأرواح واستدعاؤها . ويسمى العرافون وسطاء وتدعى الآلهة أرواحاً احتقر العلماء هذا المعتقد الجديد زمنا غير قصير ، ولكننا نرى أنفسنا منذ عشرين سنة إزاء حادث مفاجي، وهو أن أساتذة عبقريين أصبحو ايدافعون بحماسة عن جميع أنواع السحر ، على هـذا الوجه نسمع أن بعض علماء تاريخ الانسان الطبيعي