صفحة:الآراء والمعتقدات (1926) - غوستاف لوبون.pdf/170

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

المشهورين مثل ( لومبروزو ) يتولون مؤكدين أنهم استدعوا الأرواح وحادثوها ، ونرى بعض علماء الكيميا مثل (كروكس ) يقولون إنهم عاشوا شهوراً طويلة مع أحد الأرواح ، ونسمع بعض أساتذة علم وظائف الأعضاء مثل ( ريشه ) يزعمون أنهم شاهدوا محاربا على رأسه خوذة يخرج من جسم فتاة ، ونرى بعض علماء الطبيعة مثل ا وعن ( دارسونقال ) يدعون أن وسيطة قد تصرفت بنقل أحد الأشياء حسبما أراد . لا ريب في أن هنالك علماء ليسوا أقل شهرة من أولئك ينكرون تلك المشاهدات التي يقولون إن التهوس مصدرها ويسخطون على رجوع الناس الى دور السحر والخرافات ، إلا أن الجمهور المتعلم يبقى حائراً أمام هذه المتناقضات وهو يسأل : أمن المحتمل أن يتيه أولئك العلماء في دياجير الضلال ، وماذا يقول بعض العلماء بصحة أمور يزعمون أنهم شاهدوها مع أنه لم يشاهدها البعض الآخر على رغم تذرع هؤلاء بمثل ما تذرع به اولئك من الوسائل والأحوال ؟ لا يمكننا إدراك ذلك إلا إذا تعمقنا في البحث عن كيفية تكوين المعتقدات شأن التلقين والعدوى في الجماعات . ومما يجدر ذكره أن الوهم قد يشتد في بعض الاحوال حتى يختلط بالحقيقة . ولکی اثبت سذاجة بعض العلماء المتناهية بعد أن يدخلوا في ميدان المعتقد أذكر حادثة تجسيم الأرواح التي أمعنوا في درسها ، فما هو تجسيم الأرواح ؟ قال الدكتور ( ماكسويل ) : « إن التجسيم هو عبارة عن قدرة الروح – سواء أكانت روح ميت أم روح حي" – على إفراز سائل من أعضاء الوسيط لا يمكن وزنه قابل للتكاثف ، فهذا الجوهر الذي يتحول الى مادة كثيفة يكتسي أشكالاً مختلفة حسبا تريده الروح ، وفي الغالب تكون هذه الأشكال مماثلة لجسم تلك الروح ويرى الروحانيون أنه يحيط بجميع الاعضاء غشاء . من جوهر لطيف ، أي إن جسا سماويا يفترق أحيانا عنه ؟ للانسان . - عدا جسمه المادي . بعد الموت ، فهذا الجسم السماوى يتجسم نجساً ماديا عند ما يستعير من أحد الأجسام الحية – كجسم الوسيط مثلا – عناصر مادية ، ومن الطبيعي أن يكون ايضاح الروحانيين مبهما مختلف باختلاف مخيلة كل واحد منهم ، وإنما الذي نستنبطه من أقوالهم في مجموعها ) - ۱۰ - 8.