صفحة:الآراء والمعتقدات (1926) - غوستاف لوبون.pdf/158

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
– ۱٥٨ –

الفصل الخامس

كيف تموت المعتقدات


١ – دور المعتقدات الخطر وانحلالها.

عنوان هذا الفصل صحيح من الوجهة التاريخية أكثر منه من الوجهة الفلسفية ، لأن المعتقدات – وهي تشبه الحركة التي بحثت عنها كتب الحكمة الطبيعية - تتحول أحيانا ولكن من غير أن تموت ، أي أن المعتقدات تغير اسمها ، وهـذا التغيير هو الذي نسميه موتا .

فبعد ان تشيخ المعتقدات ترد مورد السنة العامة أي سنة الخمود والانطفاء ، وقبيل هذا الانطفاء وبتعبير أصح قبيل هذا التحول يظهر دورها الخطر أي دور الانقلابات .

يثبت علماء الطبيعة أن الجرم عندما يدنو من دوره الخطر تؤثر فيه تقلبات الجو الحقيقية فتحوله من غاز الى مائع ومن مائع الى غاز ، ويشاهد مثل هذا الدور الخطر في كثير من الحوادث الاجتماعية مثال ذلك كون القطر الذي يستورد ذهبا وبضعة أنواع من السلع لا يلبث أن يصبح بفعل بعض المؤثرات الطفيفة ذا صادرات ، وما يقع في عالم الطبيعة والاقتصاد السياسي يحدث مثله في عالم المعتقدات ، أعنى أنها متى تتقلقل ويعمل فيها البلى والدروس تدخل في الغالب في طور الخطر فتصبح مستعدة للتحول فجأة .

ويحدث هذا الطور الذي يتجاور فيه الشك واليقين عندما تتزعزع المعقتدات بفعل الزمان أو غيره وذلك قبل أن يتم تكوين المعتقدات التي ستحل مكانها ، وفي تلك الأثناء يرتبط أنصار المعتقدات بها ارتباط اليأس والقنوط خائفين كما قال بوسو به « من الغم الذي يصيب الناس وقتها يضيعون حب الله

والواقع أن هذا الحب لا يزول من قلوبهم ، إِذ ما من اله يموت إلَّا ويقوم مقامه اله جديد ، غير أن الانتقال من عبادة اله الى عبادة اله آخر لا يقع بسهولة ، يؤيد ذلك