صفحة:الآراء والمعتقدات (1926) - غوستاف لوبون.pdf/157

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
– ۱۵۷ –

السائد أقول انها تنال خيراً عميما لو بقيت مشركة ، والتوحيد بدلا من أن يكون سببا للرقى قد أوجب وقوع حروب كثيرة خضبت الأرض بالدماء وعاقت الفنون والفلسفة

والآداب التي أينعت في العصر اليونان الوثني عن التقدم

ولا يُعترض علينا بالقول إن التوحيد مع ما يوجبه من حروب وإحراق بالنار والاخراج من الديار ومنفى من الأرض يؤدى إلى وحدة المشاعر أكثر من غيره ، فعبادة الوطن قد كفت لمنح الرومان المشركين أيام عظمتهم وحدة في المشاعر يعلو عليها شيء .

ولو جارينا كثيراً من المؤرخين والفلاسفة مثل ( رينان) فاعتبرنا التوحيد أفضل من أية عبادة اخرى لكان الاسلام وهو دين التوحيد الوحيد على وجه التقريب افضل الأديان ، أقول على وجه التقريب لأن الأديان التي تدعو الى التوحيد لم تكن في غير الكتب ، فلو نظرنا إلى النصرانية مثلاً لرأينا أنها لم تلبث أن أضيف اليها طوائف الملائكة والقديسين والجن هي بالحقيقة مثـل الآلهة الثانوية القديمة في تقديسها وخشيتها ، ثم ان تلك الأرباب المتعددة التي تسربت في أديان التوحيد وانقسام هذه الأديان الى فرق ومذاهب تثبت لنا أن التوحيد مبدأٌ نظري لا يناسب احتياجاتنا العاطفية والدينية .

ولتطور المعتقدات الذي أشرنا اليه في هذا الفصل شأن كبير في التاريخ ، وأما في الفلسفة فلا فائدة من التحديث به ، فالمعتقد غذاء لمـا يتطلبه احتياجنا الى الايمان ، وقد تبدل هذا الغذاء وسيتبدل وأما الاحتياج فسيبقى بقاء طبيعة البشر .