صفحة:الآراء والمعتقدات (1926) - غوستاف لوبون.pdf/102

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
– ١٠٢ –

و ( شازی ) و ( نيف ) و ( فينا ) ، وهاهي المدافع تنفجر في المدرعة ( الكورون )

والجنود بقر ، ثم هاهي المدرعة ( ينا ) تفور كالبركان ، فبعد هذه النازلة الاخيرة لا يجوز اتهام المصادفة والاتفاق ، وانما يتحتم علينا أن نبحث في الأمر بحثًا عميقًا.

« فقد علم الرأى العام وهو حائر مشدوه إلى الغاية أن بحريتنا تحتاج – على رغم مئات الملايين الكثيرة التي أنفقت في سبيلها - لا الى مراكب حربيسة قوية فقط بل إلى مدافع وعدد وميرة ومعامل للاصلاح أيضا ، ولم يكن النقد هو الذي يعورنا ، فعندنا منه ما يكفى لجعلنا أقوى من ألمانيا ، ثم قال المقرر إن هذه الحقائق ثقيلة مفيجعة » حقا إنها ثقيلة مفجعة ، ومن دواعي الأسف أنه ليس عنـدنا ما يجعلنا نأمل أن تزول أسباب تلك النتائج الكثيرة ، وتعد من هذه الأسباب : اختلال النظام الزائد بين عمال دور الصناعة الحادث بفعل كثير من المحرضات اليومية ، وانحلال مصالح الدولة بتأثير ما بين الموظفين - الذين يحسدون بعضهم بعضا. - من مناظرة ومزاحمة ، والاشتراكيون الذين يرغمون الحكومة أن تصنع بنفسها ما تصنعه المانيا في مصانع الأفراد الخصوصية.

ظهرت نتائج التجارب في المسائل المذكورة بسرعة ، ولكن قد لا تظهر هذه النتائج الا ببطء ، فالقضاء على الاسطول الروسي بغتة من قبل المدرعات اليابانية وعجز نسافات الروس عن أن تحول دون ذلك كانا ضرور بين لندرك خطأنا العظيم في عدولنا منذ بضع سنين عن إنشاء مدرعات کی نصنع مكانها بارجات صغيرة ونسافات ثبت الآن أنها غير مفيدة ، وهكذا أضعنا مئات من الملايين وظلت بلادنا عاطلة من وسائل الدفاع أثبتت التجربة خطلنا فعزمنا على بناء أسطول جديد

وإذا كانت التجربة في الغالب ضرورية لتحقيق قيمة الآراء فذلك لأن أكثر الآراء تتكون من دون أن تبالى بغير ظواهر الأمور ، ففي المسئلة التي استشهدنا بها دل الرأي المستند الى بعض الظواهر على أن النسافات الرخيصة تدمر المدرعات الغالية بسهولة ولذلك رؤى أن من العقل والصواب ترك هذه و إنشاء تلك

ولا تبدو النتائج البعيدة للتدابير القائمة على ظواهر المعقولات الا لذوى البصائر الثاقبة الذين لا يكونون في الغالب من القابضين على زمام الأمور ، فقد بينت في كتابي