الذي بالريدانية1 فكان له موكب حافل، وخلع عليه السلطان قفطان2 تماسيح مُذهب وقدّامه الرماة بالنّفط، وخرج صحبته غالب الحجازيين الذين كانوا بالقاهرة، وقد أشار عليه السلطان بأن الحجازيين الذين بالقاهرة تخرج صحبته إلى إستنبول، وأشيع أن السلطان سليم شاه كتب مراسيم للسيد الشريف بركات أمير مكة بأن يكون عوضاً عن الباشا الذي بها وجعله هو المتصرف في أمر مكة قاطبة وأضاف له نظر الحسبة بمكة أيضاً وأنصفه غاية الإنصاف، وتزايدت عظمة السيد بركات الشريف إلى الغاية، وأكرم ولده غاية الإكرام».
مكانها ورسوم زيارتها: لما عاد السلطان سليم من مصر إلى القسطنطينية بهذه الآثار جعلها في مسكن الحُرم بقصر طوبقبو حتى هيأ لها حجرة خاصة بهذا القصر نقلها إليها ووكل بها من يقوم بخدمتها، وكان يحتفل بزيارتها مع عظماء دولته في شهر رمضان، والغالب أن يكون ذلك في منتصفه، وسن لهذه الزيارة نظاماً ورسوماً مفصلة في التواريخ التركية، ثم لما تولى السلطان مراد بن أحمد سنة ١٠٣٢ - وهو المعروف عندهم
- ↑ الريدانية شمالي القاهرة وتسمى الآن العباسية نسبة إلى عباس باشا الكبير والي مصر المتوفى سنة ١٢٨٠ وكان بنى بها قصراً لسكنه وثكنات للجند ومدرسة لتعلم الضباط ثم امتد عمرانها بعد ذلك واتصلت أبنيتها بالقاهرة وصارت قسماً منها.
- ↑ القفطان - بضم فسكون على ما تنطق به العامة بمصر لباس معروف يلبس تحت الجبة وأصله في التركية قفتان بفتح فسكون وفي الفارسية خفتان بفتح فسكون أيضاً، وقد رأيناه مستعملاً في عبارات المؤلفين وفي أشعار المولدين بالخاء كقول المسعودي في مروج الذهب عن يعقوب بن الليث الصفار: «وأكثر لباسه خفتان مصبوغ فاختي» وورد كذلك في شعر السلامي والوأواء الدمشقي من شعراء اليتيمة وغيرها.